عن المجلة النسخة المصرية النسخة الإماراتية‎ النسخة السعودية إعلن معنا اتصل بنا
عن المجلة النسخة المصرية النسخة الإماراتية‎ النسخة السعودية إعلن معنا اتصل بنا

العدد الثالث - النسخة السعودية

العدد الثالث - النسخة السعودية

05 سبتمبر 2016

الحج والفرص الضائعة

تستقبل المملكة في مثل هذه الأيام من كل عام ما يقرب من مليوني مسلم، وربما أكثر من ذلك
في بعض الأعوام.
ويضم هذا الجمع ممثلين عن كل دول العالم وبلا استثناء تقريباً، وهي فرصة أكثر من رائعة لعرض
ما تتميز به المملكة من مزايا وفرص استثمارية، ومزارات سياحية؛ بهدف تنشيط السياحة التي لا
يتعدى تمثيلها في الناتج المحلي الإجمالي 3.5 %، حسب أحدث الإحصائيات، وتنشيط الاستثمار في
حقبة ما بعد النفط في الوقت ذاته.
وهنا الفرص الضائعة؛ فالمملكة من الدول القلائل التي تمتلك هذا العدد الهائل والمضمون
وصوله إليها، بل وفي حال إجراءات تسهيلات خاصة بهذا الجانب يمكن وبسهولة مضاعفة هذه
الأعداد، وبدون كثير من التكاليف.
وعليه فإن حصر ما تمتلكه السعودية من مزارات وأماكن سياحية وفرص استثمارية والعمل على
عرض هذا كله بصورة جيدة في الواقع أولاً، ثم في نشرات وكتيبات ثانياً، وتقديمها لزوار المملكة
ليكونوا بمثابة دعاة لها في كل أنحاء العالم، أمر أظنه يستحق العمل عليه.
والأمر هنا لا يتوقف على الحجاج وحسب، بل هناك أيضاً من الزوار المضمون ذهابهم إلى المملكة
بشكل دوري وعلى مدار العام وهم المعتمرون، والذين بلغ عددهم وفقاً لآخر إحصائيات 5.8
مليون معتمر في العام الحالي، وعليه فهناك ما يقارب ال 8 ملايين زائر للمملكة سنوياً، لا بد وأن
يكونوا بمثابة معلنين لها عن ما تمتلك من كنوز تراثية وثقافية.
وإذا علمنا أن هذه الأعداد مرشحة لأن تتضاعف خلال السنوات القلائل المقبلة، فهذا أدعى لأن ينظر
المسؤولون إلى الأمر بشيء أكثر جدية.
فالمملكة تستهدف العام المقبل زيادة عدد الحجاج والمعتمرين إلى 13 مليوناً، وإلى 25 مليوناً
في 2020 ثم إلى 50 مليوناً في 2050 ، ومن الصعب تقبل أن تسعى إدارة أو هيئة أو وزارة إلى جلب كل
هذه الأعداد دون الاستفادة من كل ما تملك الدولة من مقومات بعرضها عليهم، فبعض من يأتي
للحج أو العمرة يتمنى أن يجد مكاناً يكون مصيفاً له بديلاً عن أوروبا والتي لا تتوافق عاداتها في
الغالب مع طباع من يهتم بتأدية المناسك.
وفي المملكة منطقة حائل عاصمة المنطقة الغربية، وهي ذات جو لطيف صيفاً شديد البرودة
شتاءً، وبها جبلا أجا وسلمى، وهناك مصايف تبوك التي تتميز بشواطئ خلابة، وهناك كذلك نافورة
جدة والتي يصل ارتفاع مياهها إلى 312 متراً أي أعلى من برج إيفل الواقع في فرنسا، أكثر دول
العالم جذباً للسياح.

محمد ابومليح

file_download تحميل book pdf