هدية للعالم
يتجه تفكير العالم الآن إلى مدن للمستقبل تصادق البيئة، وتريح البشر، وتسهل فيها
الحركة للجميع في ظل تحديات منها: الزيادة السكانية، والازدحام المروري.
ودبي تعتبر أرضاً خصبة لاختبار التقنيات الحديثة مع تركيزها على الابتكار والتكنولوجيات
الحديثة والمشاريع الجديدة؛ استعداداً للمستقبل لتصبح إحدى المدن القيادية مع
وجود حزمة من المشروعات النوعية سواء أكانت المنفذة أو التي هي قيد التخطيط.
ويحمل مشروع «جميرا سنترال » وهو أحد أكبر المشروعات التي يجري تطويرها حالياً في
الإمارة، سمات مدينة المستقبل المتطورة والمتوازنة على مختلف الصُّعد العمرانية،
والمجتمعية، والبيئية.
والمتابع لحركة العمران الحديث في دبي، التي لا يزيد عمرها عن عقد من الزمان،
سيلاحظ أن المشروع الجديد الذي تقدمه الإمارة هدية إلى مدن العالم سيحدث نقلة
حضارية جديدة مع تطبيق تقنيات بناء جديدة وثورية في مدينة معروفة بالإبداع.
ورغم أن دبي تضم على أرضها أيقونات الفن المعماري: أطول مبنى في العالم )برج
خليفة(، أو البرج اللولبي )برج كيان(، وبرج العرب، كما ستضم برج خور دبي البرج الجديد
المزمع إنشاؤه في منطقة الخور ليصبح الأعلى في العالم، ولكن سيتوقف تاريخ
العمران في دبي والمنطقة طويلاً عند مشروع جميرا سنترال الذي تطوره مجموعة دبي
القابضة على مساحة 47 مليون قدم مربع خلال 20 عاماً بتكلفة 20 مليار دولار.
ليس فقط لأن المشروع الجديد يمثل قفزة معمارية للإمارة نحو المستقبل، أو أنه سيغير
من أفقها السياحي، ولكن لأننا أمام مختبر حقيقي وعرض مفتوح لأحدث ما توصل
له العلم والتكنولوجيا في تسهيل حياة الناس لتحقق الاكتفاء الذاتي لسكانها من
المرافق، والمكاتب، والسكن، والحدائق، ومراكز التسوق، والشرطة الذكية، بالإضافة إلى
تجارب تعليمية وصحية من خلال توفير مدرسة المستقبل، أو مستشفى المستقبل.

عمرو عادل