عن المجلة النسخة المصرية النسخة الإماراتية‎ النسخة السعودية إعلن معنا اتصل بنا
عن المجلة النسخة المصرية النسخة الإماراتية‎ النسخة السعودية إعلن معنا اتصل بنا

العدد الرابع - النسخة السعودية

العدد الرابع - النسخة السعودية

09 أكتوبر 2016

رؤية 2030 وطريق الحرير
خلال زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لدولة الصين، بصحبة عدد من الوزراء
والمسؤولين، اتضح ما بين رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ومبادرة الصين «الحزم
والطريق » والمعروفة إعلامياً بطريق الحرير، من تكامل واتفاق.
وبالنظر إلى مبادرة طريق الحرير نجدها قد استندت إلى أسس وجذور تاريخية، فطريق
الحرير يعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وكان عبارة عن مجموعة من الطرق
المترابطة تسلكها القوافل بهدف نقل البضائع التجارية بين الصين وآسيا الوسطى وبلاد
الفرس والعرب وآسيا الصغرى وأوروبا، وهذا في الجانب البري منه، أما الطريق البحري
فكان بهدف الربط مع مناطق في آسيا وأفريقيا.
ولم يقتصر دور طريق الحرير على الجوانب التجارية وحسب، بل كان يهدف كذلك لتبادل
الثقافات ونشر الأديان، وكان مما أثبته التاريخ أنه أسهم في نشر الديانة البوذية في أنحاء
عديدة من العالم.
هذا عن طريق الحرير التاريخي، وجاء «الحزم والطريق » أو طريق الحرير في القرن الحادي
والعشرين )عام 2013 ( ليؤكد على الأمور نفسها، فأعلنت الصين أنها تستهدف التواصل
مع أكثر من 60 دولة في مبادرتها، بقارات: آسيا، وأوروبا، وأفريقيا، يبلغ إجمالي عدد
سكانها 4.4 مليار نسمة )أي 63 % من سكان العالم( ويبلغ حجم اقتصاداتها 21 تريليون
دولار أمريكي )أي 29 % من الاقتصاد العالمي الحالي(.
ولم تكتفِ الصين بأنها تستهدف التجارة وحسب، بل أعلنت أنها تعتزم كذلك نشر
ثقافتها، وعرضت أن تقدم كل عام 10 آلاف منحة حكومية للطلاب من الدول المستهدفة
للدراسة بالجامعات الصينية.
وعن رؤية 2030 نجدها أيضاً قد ارتكزت على أسس تاريخية، فكان أول مبادئها العمق
العربي والإسلامي وهو الذي ظهر بعد أن جاء الإسلام لجزيرة العرب، والثاني كان القوة
الاستثمارية الرائدة للمملكة، وكانت كذلك لدى المسلمين الأوائل، والثالث وهو كون
المملكة محوراً لربط القارات الثلاث، وقبلة للمسلمين حول العالم.
والمحاور الثلاثة التي قامت عليها الرؤية هي التي ساعدت المسلمين والعرب في القديم
على أن يسودوا العالم.
وبالعودة للتاريخ نجد أن المسلمين وفي بداية الدولة الإسلامية اتخذوا طريق الحرير الذي
أسسه الصينيون لنشر ثقافتهم ودينهم، بجانب تجارتهم، بل استطاعوا أن يفتحوا دولاً
مثل إندونسيا «أكبر دولة إسلامية في العالم » عن طريق التجارة بلا مقاتل واحد، وغيرها
من الدول التي قابلتهم في طريق الحرير.

محمد أبو مليح

file_download تحميل book pdf