عن المجلة النسخة المصرية النسخة الإماراتية‎ النسخة السعودية إعلن معنا اتصل بنا
عن المجلة النسخة المصرية النسخة الإماراتية‎ النسخة السعودية إعلن معنا اتصل بنا

العدد السادس- النسخة السعودية

العدد السادس- النسخة السعودية

07 ديسمبر 2016

الموازنة السعودية ومدارس رؤية 2030

ينتظر أهل المملكة بالوقت الحالي الإعلان عن موازنة العام 2017 ، وهي أول موازنة بعد
الإعلان عن رؤية 2030 ؛ ولذا فهي من المؤكد أنها ستكون موازنة ذات طابع خاص، يتناسب
مع الطموحات الواضحة والجهود المبذولة في إعداد الرؤية.
ومن الجوانب الرئيسية في موازنة المملكة كل عام «التعليم »، فهو أحد الجوانب
الرئيسية التي تُبنى عليها الموازنة، ليس في المملكة فقط بل وبجميع دول العالم.
ورغم إنفاق المملكة 1.6 تريليون ريال على التعليم بآخر 10 سنوات، تعادل 21 % تقريباً من
حجم المصروفات، وهي تضعها في مركز متقدم مقارنة بباقي الدول، إلا أن المعلن
في رؤية 2030 يؤكد أن هذا لا يزال دون المأمول.
فهل نرى في موازنة 2017 شيئاً مغايراً يتناسب مع تلك الطموحات؟ وليس المقصود
بالمغايرة هنا أن يكون ذلك في حجم الإنفاق، ولكن الأهم هو طريقة توجيه هذا
الإنفاق.
وتوجيه الإنفاق ليس للعام المقبل وحسب، بل وعلى مدى السنوات العشرين أو الثلاثين
المقبلة، وذلك بما يمكن أن يضع المملكة في المكان والمكانة اللائقين بها.
وفي كل الدول التي حققت نهضة حقيقة خلال العصر الحديث كان التعليم على
رأس الأولويات، ولها فيه تجارب يمكن دراستها، وأخذ ما يصلح منها لثقافة وطموحات
المملكة.
ولكن هل نرى في موازنة العام المقبل مخصصات لما يمكن أن نسميها ب «مدارس رؤية
»2030 ، وهي مدارس لا بد أن تكون ذات طابع خاص، يتم اختيار نخبة من الطلاب للدراسة
بها، تتوافر فيهم علامات النباهة والنبوغ منذ مرحلة ما قبل التعليم الأساسي، حتى
يستطيعوا أن يكملوا ما بدأه الآباء، ليقودوا المملكة بعد ذلك إلى العالمية.
و «مدارس رؤية »2030 ليس المهم فيها الأدوات المساعدة على الدراسة، وإن لم يكن
هناك ِ غنى عنها، ولكن المهم هو المناهج الدراسية والأهداف الكامنة في تلك المناهج،
فيجب إعداد جيل من الطلاب عندما يتخرجون يمكنهم قيادة المملكة إلى القمة في
جميع مناحي الحياة؛ وهو ما يلزم له منهج علمي ممزوج بنكهة وطنية ونزعة دينية
صحيحة؛ ليتخرج هؤلاء وكلهم حب للوطن، واستعداد للنهوض به نهضة شاملة.
كما لا بد أن يكونوا نواة معدة جيداً لنقل الصالح من ثقافات وعلوم الغرب والشرق،
وتطويعها بعد ترجمتها؛ ليمكن تعليمها ثم تطبيقها على أرض المملكة؛ وهو ما
يلزم له جهد، ربما يفوق مرات ومرات النهوض بالصناعة أو التجارة أو غير ذلك، إلا أنه ومن
المؤكد أن هذا سوف يؤدي في النهاية إلى تعبيد الطريق للنهوض بكل ما تحتاج له
الدولة في كل المجالات.

محمود أبومليح

file_download تحميل book pdf