عن المجلة النسخة المصرية النسخة الإماراتية‎ النسخة السعودية إعلن معنا اتصل بنا
عن المجلة النسخة المصرية النسخة الإماراتية‎ النسخة السعودية إعلن معنا اتصل بنا

العدد التاسع - النسخة الإماراتية

العدد التاسع - النسخة الإماراتية

09 أغسطس 2016

رسائل الثقة!!
معظم ما يدور من نقاشات حول القطاع العقاري في دبي بشكل خاص، يربط بين استعادة
النمو مرة أخرى في ظل التداعيات السلبية لهبوط النفط، والمشاريع الضخمة التي تم إطلاقها
من بداية 2016 ، لا سيما أن تطويرها في الغالب يكون على أساس حاجة السوق.
قبل عام من الآن جمعني لقاء صحفي مع الرئيس التنفيذي لواحدة من أكبر الشركات العقارية
في دبي، دار الحديث عن السؤال الشائك الذي فرض نفسه وقتها عن مدى إقبال الإمارة على
أزمة عقارات بعد تهاوي النفط وهي السوق المؤثرة في بقية الأسواق المجاورة ولجذبها لأثرياء
الخليج بالاستثمار في عقاراتها ومبانيها وأبراجها بشكل مباشر أو غير مباشر.
نصحني وقتها الرئيس التنفيذي بعدم الركون إلى تلك التقارير؛ لعدم منطقية الأسس الفنية
التي بنى أحد توقعاته عن حجم المعروض من العقار على معلومات مستقاة من اتصالات
هاتفية مع المطورين العقاريين، وثبت فيما بعد أنها أرقام مبالغ فيه بأربعة أضعاف، هذا
بالإضافة إلى مصالح البعض الآخر من بنوك وشركات استثمار ووساطة عقارية؛ بما يجعلهم
مستفيدين من تلك التقارير، بطريقة غير مباشرة؛ مما يضع علامة استفهام كبيرة على
مصداقيتهم وحياديتهم.
معظم تقارير شركات الاستشارات العقارية ومؤسسات التصنيف الائتماني توقعت وقتها
انخفاض أسعار العقارات بالإمارة بنسبة بين 10 و 20 %، وهو ما لم يحدث حتى الآن، فيما لا تزال السوق
محافظة على استقرارها في ظل التوازن الحاصل بين العرض والطلب الذي شجع المطورين
العقاريين الحكوميين، أو من القطاع الخاص على الإعلان عن مشروعات جديدة.
وشهدت الإمارة أضخم مشروعات عقارية في الربع الأول من العام الحالي بأعلى معدلات منذ
الربع الأول من العام 2014 في أعقاب فوزها بمعرض إكسبو 2020 ، الذي عزز من إنفاق الحكومة
لتعطي مزيداً من الثقة بالسوق عامة.
وتأتي مواصلة الحكومة لخطواتها المهمة لدعم القطاع العقاري بمثابة رسائل الثقة، آخرها
كان قرار إضافة أراضٍ إلى مناطق تملك الأجانب للعقارات في دبي، وهو خطوة جديدة تجذب
مطورين ومستثمرين جدداً للقطاع، ويزيد من جاذبية الإمارة وسوقها العقارية على مستوى
العالم.
ورغم التحديات لا تزال السوق العقارية في دبي، التي لا يزيد عمرها على عقد من الزمان بقليل،
تواصل نضجها واستقرارها، محافظة على موقعها كأكثر الأسواق العقارية جذباً للاستثمارات
الأجنبية بالمنطقة في ظل عوائد بين 7 و 10 %، وهو عائد أعلى من هونغ كونغ، وسنغافورة،
ولندن، وباريس، ونيويورك، وهذا كله بدون ضريبة، فيكون العائد صافياً للمستثمر، بينما عائدات
التملك والإيجار في معظم المدن العالمية تخضع لضريبة الدخل.

عمرو عادل

file_download تحميل book pdf